تكرار فقدان الحمل
* يعتبر الإجهاض أكثر مضاعفات الحمل شيوعاً، فيحدث الإجهاض تلقائياً بنسبة حالة بين خمسة حوامل (20%) وخاصة في الثلاث الأشهر الأولى من الحمل. وتزداد هذه النسبة بعد سن 35، وأشارت الإحصاءات مؤخراً إلى إزدياد نسبة الإجهاض إذا حدث الحمل خلال ثلاثة شهور من نهاية أي حمل(سواء كان إجهاض أو ولادة).
ويمكن تقسيم حالات الإجهاض إلى مجموعتين رئيسيتين :
* الإجهاض غير المتكرر
* الإجهاض المتكرر: ويعرف بتكرار حدوث الإجهاض لعدد ثلاثة مرات أو أكثر متتابعين، وهو ما يحدث لحوالي 1% من حالات الحمل. أما إذا إعتبرنا اللذين حدث لهم مرتين أو أكثر فتزداد النسبة إلى 5%.
*
وترجع أهمية وجود الفرق بين المجموعتين أن إحتمالات إستمرار الحمل تختلف بين المجموعتين إذا لم يتم علاج الحالة. فإحتمالات الحمل في المجموعة التي حدث فيها الإجهاض لأقل من ثلاث مرات متتابعة هو 80% في حين أن إحتمالات إستمرار الحمل في المجموعة الأخرى هو 60%.
ما هي أسباب الإجهاض المتكرر؟
* لا يوجد سبب وحيد للإجهاض المتكرر
*
قد يحدث فقدان الحمل في فترات مختلفة لأسباب مختلفة على حسب فترة الحمل
* قد لا يكتشف سبب فقدان الحمل، ولكن في هذه الحالات وبمتابعة الحمل على فترات متقاربة يستمر الحمل وتتم الولادة.
أما بالنسبة للأسباب فهي كالأتي :
1- الأسباب الوراثية :
* هي السبب الرئيسي في حالات الإجهاض غير المتكرر
*
الكروموسومات التي تحتوي على المادة الوراثية تأتي نصفها من الأب ونصفها من الأم.
*
العيوب التي تحدث أثناء تكوين كروموسومات الجنين قد تؤدي لأن تضاعف أو تقلل من عدد الكروموسومات، وقد يحدث أيضاً
أن يختلف ترتيب تلك الكروموسومات أو ترتيب المادة الوراثية الموجودة بها.
*
قد يكون لدى أحد الزوجين (في حوالي 3-5%) عيوب وراثية بإحدى الكروموسومات والتي قد يتم نقلها إلى الجنين
مما يسبب مشاكل له قد تؤدي إلى الإجهاض.
2- تكيس المبيض
* أظهرت الأبحاث إزدياد نسب حالات تكيس المبيض من بين الحالات التي تعاني من الإجهاض المتكرر. ويرتبط تكيس المبيض بالعديد من التغيرات الهرمونية التي قد يصاحبها الإجهاض المتكرر. فلقد لوحظ إرتفاع هرمون الليوتين LH في بعض حالات تكيس المبيض، وكذلك إرتفاع معدلات هرمون الإنسولين والذي يرتبط بالعديد من العمليات الحيوية والتي قد تؤدي إلى الإجهاض المتكرر. ومن هذه العمليات إرتفاع نسب تجلط الدم والذي يؤثر بدوره على كمية الدم المتدفق للجنين من الرحم وبالتالي يؤدي إلى الإجهاض.
3- الأمراض المتعلقة بتجلط الدم
* بدأ المتخصصون في هذا المجال التركيز في الأونة الأخيرة على مشاكل تجلط الدم كعامل حيوي يؤثر بدرجة كبيرة على إستمرار الحمل، ووجدوا أن المشكلة أكثر شيوعاً مما كانوا يعتقدون سابقاً. فمن المعروف أن تجلط الدم وسيولته في توازن مستمر مما يعمل على تدفق الدم في الصورة التي نحيا بها، ولكن عند ظروف معينة (كالحمل مثلاً) يزداد معدلات تجلط الدم ولكن بتوازن مع ما يحفظ للدم تدفقه من خلال الأوعية الدموية الموجودة بالمشيمة. ولكن لظروف مرضية (كوجود أجسام مضادة مثلاً أو لعوامل وراثية) يزداد تجلط الدم عن ما يحفظ سيولته مما يؤدي إلى وجود تجلطات دموية بالشعيرات الدموية بالمشيمة والتي تؤدي بدورها إلى توقف الدم والإجهاض تباعاً.
4- الإلتهابات البكتيرية والفيروسية والتكسوبلازما (مرض القطط)
* قد تؤدي الإلتهابات بأنواعها إلى فقدان الحمل في الفترة ما بعد الشهر الرابع في نسبة صغيرة من السيدات. كما أن هذه الإلتهابات عادة ما تؤدي إلى الإجهاض لمرة واحدة ولكنها لا تسببه بصفة متكررة.
5- عيوب بتكون الرحم وعنق الرحم
* تؤدي مثل هذه العيوب إلى عدم إستمرار الحمل خلال النصف الثاني من الحمل. ويمكن تشخيص حالات العيوب الخلقية بإستخدام المنظار الرحمي والذي يعطي صورة دقيقة عن هذه العيوب. أما بالنسبة لعيوب عنق الرحم فإنها تسبب فقد الحمل خلال النصف الثاني من الحمل. وبالرغم من كثرة تشخيص هذه الحالة فلا يوجد ما يشخصه بدقة.
6 - أسباب عامة
* بصفة عامة فيزداد نسب الإجهاض بين المدخنات، بل تزداد فرص حدوث الإجهاض كلما زاد عدد السجائر المدخنة. ويطبق ذلك أيضاً على شرب الكحوليات.
* لا يوجد ما يدل علمياً على وجود إرتباط بين الجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر وبين الإجهاض المتكرر.
* نحن في جنين نعمل على التقييم الأمثل لحالات فقدان الحمل المتكرر مستخدمين في ذلك كل ما هو متاح علمياً وعلى أعلى مستويات الدقة سواء في الأجهزة الطبية أوالتحاليل، وبعدها وصف العلاج الأمثل للحالات، ومتابعة العلاج بطريقة تتسم بالدقة المتناهية بحيث يأخذ العلاج الناجح بإذن الله.