حالة حمل إنعدام الدورة الشهرية مدى حياة الزوجة
منذ أن حدث البلوغ، أحست ر.ك. أنها تختلف عن أصدقائها لأن معظمهن قد بدأت عندهن الدورة الشهرية، وعندما أخذتها أمها إلى الأطباء طمأنوها أن تأخر الدورة قد يحدث للبعض بدون أن يؤثر ذلك على مستقبلهن.. وكان الشك دائما يراودها لأن الدورة لا تأتي أبداً. وقابلت ر.ك. الشخص الذي كان حلمها وذكرت له شكها ولكن علاقتهما توجها الزواج. ومن أشهرها الأولى بدأ يكون لها كرسي دائم بعيادات الكثير من أطباء النساء واللذين طالبوها بتحليل للسائل المنوي للزوج أيضاً، وكانت المفاجأة أن التحليل ليس على المستوى المطلوب.
شخص الأطباء حالة ر.ك. بأنها حالة تكيس مبيض ونصحوها بأخذ أحد أدوية السكر للعلاقة القائمة بين تكيس المبيض وإضطراب عمليات إستهلاك السكر بالجسم نتيجة إرتفاع هرمون الإنسولين. وأخذت الدواء بإنتظام وبالجرعة المطلوبة. وفي الوقت نفسه نصح الأطباء زوجها بعمل عملية الدوالي بالرغم من أنهم ذكروا له أنها من الدرجة البسيطة ولكن الرغبة في الوصول إلى الحمل جعلته يوافق على إجراء العملية. وبدأت ر.ك. أخذ دواء الكلوميد لتنشيط التبويض إستعداداً لعمل تلقيح إصطناعي، وبالرغم من الجرعة الكبرى التي كانت تأخذها لم تنمو بويضة واحدة. وحاولت ر.ك. عدة مرات دون جدوى وحينئذ تم تشخيصها بأنها حالة تكييس مبيض من النوع الذي يقاوم التنشيط. وبالرغم من الدعم الكبير الذي كان يحيطها بالأخص من زوجها كان اليأس متملكها لأنها تريد أن تسعد هذا الزوج العظيم بطفل يملئ حياتهم بالبهجة. وتكررت الزيارات للأطباء وأجمعوا عل نفس التشخيص.
ومرت تسع سنين على الزواج حتى جاءت ر.ك. إلى جنين. إستمرت المقابلة الأولى مع د.حسام زكي ساعة و38 دقيقة كاملة، تم خلالها فحص كل معلومة في تاريخها الطبي وبعدها تم الفحص بجهاز الموجات الصوتية وعمل تحليل كامل للهرمونات وبقية التحاليل الأخرى فيما يسمى بالخطة التشخيصية لحالتها وزوجها. وكانت المفاجأة أن التشخيص إختلف ، نعم إنها لسيت حالة تكييس مبيض ولكنها عيب في إفراز الغدة النخامية وبالأصح فإن هذه الغدة لا تفرز الهرمونات المسؤلة عن تنشيط التبويض!! وبالتالي فلا توجد أي هرمونات لتنشيط التبويض ولا بالطبع الهرمونات الناتجة عن التبويض، وبالتالي لا يتكون الغشاء المبطن للرحم وبالتالي لا توجد الدورة .
وضع د.حسام زكي البرنامج العلاجي الكامل والذي ينتهي بمحاولة الحقن المجهري، وبالفعل وبعد ثلاث شهور من العلاج بدأت المحاولة التي إنتهت بتوفيق الله سبحانه لحدوث الحمل. وبعد أسبوعين من إختبار الحمل كان اليوم المرتقب فقد أظهر جهاز الموجات فوق الصوتية وجود توأم . وإستمر الحمل حتى ثلاثة أيام قبل بدء الشهر التاسع حين بدأت بقوة أوجاع الولادة. وتم في الحال عمل قيصرية وتم ولادة طفليتين جميليتين تسران كل من يراهما ولم لا فإنهما هبة الله سبحانه.
حالة حمل لسيدة عندها سن يأس مبكر
إذا أردنا وصف السيدة / د.ن. فأقل ما توصف به أنها تجمع مجموعة من الصفات مثل الأمل المستمر، الإيمان الذي لا يحده حدود، المثابرة الدائمة، الكفاح الذي لا يوقفه فشل. إنها صفات من السهل أن يكتبها كاتب أو يرغبها إنسان، ولكن أن يتحلى بها إنسان بصفة مستمرة بالرغم من تكرار الفشل فهو من وصف الخيال، ولكنني وجدته في تلك المرأة العظيمة والتي يدعمها زوج مؤمن.
لا تحتاج حالة د.ن. إلى طبيب ماهر حتى يشخص أنها حالة فشل مبكر للتبويض أو ما يسمى بالـ " سن يأس مبكر " وهو ببساطة أن يتوقف التبويض وبالتالي تتوقف الدورة مبكراً أي قبل سن الأربعين. إنها حالة تحدث لنقص عدد البويضات بالمبيض وكما هو معروف فإن المبيض يعتبر "وديعة من البويضات" وفي حالة تناقص مستمر لعدد البويضات. ولم تكن د.ن. الوحيدة بالعائلة فيوجد عدة سيدات بالأسرة بنفس الحالة وأهمهم والدتها والذي حدثت لها نفس المشكلة عند سن 34. السيدة/ د.ن. كان عمرها 31 سنة عندما رأيتها لأول مرة، ولكنها تحاول الحمل منذ أن كانت 25 سنة وكانت تستخدم أكثر وأسرع الطرق التي عرفها الطب للوصول للحمل وهي طريقة الحقن المجهري. لقد حاولت إستخدام الحقن المجهري خمسة مرات سابقاً بدون حمل. وبدأت الحالة تسوء أكثر ببدء الإحساس بالأعراض الخاصة بسن اليأس مثل الحرارة والعرق.
لم يكن د.حسام زكي مقتنعاً تماماً بأنها حالة " سن يأس مبكر " لأنها ببساطة بدأت تعاني من نقص التبويض قبل كل أقاربها بفترة طويلة . وظن أنه قد يكون هناك عامل أخر مؤثر مثل وجود أجسام مضادة للمبيض أو عامل أخر يؤثر على كمية تدفق الدم إلى المبيض. وأكد ذلك أيضاً بعض التحاليل التي أجريت للتأكد من هذا الظن.
بدأت السيدة / د.ن رحلة العلاج والتي أخذت فيها العديد من الأدوية وأجرت محاولتان للحقن المجهري بدون جدوى إلا إنه كانت توجد بويضات قليلة جداً. وفي المرة الثالثة إتصلت د.ن وقالت أنها أجرت تحليل حمل والذي أثبت أنها حامل ولكنها لا تصدق وتؤكد أن شيئاً ما قد يكون خطأ بالتحليل. نعم إنها حامل فقد أجرت عدد لا يمكن تذكره من التحاليل وكلها تؤكد أنه لا يأس مع من يأمل بالله خيراً. فقد أوضح السونار بعد أسبوعين وجود جنين داخل الرحم وبعد أقل من تسعة أشهر وضعت السيدة / د.ن طفلة غاية في الجمال.. ولم لا فهي هدية وهبة من الله سبحانه.
نحن في جنين نحترم لأقصى درجة ممكنة خصوصية المعلومات الخاصة بالزوجين ولا يمكن التصريح بها لأي جهة مهما كانت درجة القرابة أو المعرفة، سواء كان ذلك عن طريق أي من وسائل الإتصالات أو حتى المقابلة الشخصية وسواء كان ذلك بخصوص المعلومات الطبية أو الشخصية أو في إستلام التقارير.
حالة تكرار الفشل في محاولات سابقة
مواجهة الفشل بالتحدي والإصرار هي صفات الشخصية القوية، هذه هي السيدة إ . م .
لقد ظلت تواجه الفشل بالتحدي لـ 11 سنة، فلقد كان تحلم دائماً أن لها ثلاثة أطفال. وبدأن الحكاية بالحمل بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجها ولكنها فرحة لم تكتمل فحدث سقط لها بعد أقل من شهرين حمل، وتكرر حدوث ذلك لمرتين أخريين خلال فترة أقل من سنة ونصف. وتم تشخيصها حينئذ بأن عندها تكييس بالمبيض. ونصحها الطبيب بعمل عملية منظار وكي للمبيض، وبالفعل أجرت العملية. ولم تحمل السيدة إ . م . بعدها!!
أجرت السيدة إ . م .بعدها محاولتين للتلقيح الإصطناعي بدون حمل. نصح الأطباء أن الأمل الباقي يكمن في إجراء الحقن المجهري. أربعة محاولات هي ما حاولته السيدة إ . م. في ثلاثة مراكز مختلفة وبثلاثة طرق مختلفة لتنشيط التبويض، وأثنين من هذه المحاولات كانت لا توجد بها أي بويضات.
لا شك أن الزوجين أحسا أن حالتهما تسوء فبعد أن كانت تحمل بدون أي مساعدة أصبح وجود البويضات المهمة المستحيلة للأطباء!! تملك منهم اليأس لبعض الوقت ولكن الإيمان بالله لا يعرف اليأس من رحمة الرحيم الرحمن، بل هو السعي الذي أمرنا به الله.
جاء الزوجين للمركز وكلهم أمل في تحقيق الأمل، وتم الكشف وعمل خطة تشخيصية متكاملة لهما وبعدها تم إعداد خطة علاجية إنتهت بإجراء الحقن المجهري. وكانت المفاجأة لهما أنه تم شفط 18 بويضة تم تلقيحها وبعدها تم إرجاع الأجنة في اليوم السادس من الشفط. وتم توفيق الله بحدوث الحمل ورؤية جنينين داخل الرحم. ولكن لم يستمر أحدهما وإستمر الأخر حتى تمت الولادة بعد أقل من تسعة أشهر لطفل جميل مهداه من الخالق سبحانه.
ولم يكتمل الحلم بعد فلم تنسى حلمها في ثلاثة أطفال، إنه الأمل المستمر.. إنه الإنسان.
حالة حمل مع إنعدام الحيوانات المنوية بالمني
لم يساعد العلم والطب خلال العشرة الأعوام الأخيرة مثل ما ساعد حالات عدم وجود الحيوانات المنوية بالسائل المنوي. فقبل عام 1992 كانت طريقة طفل الأنابيب لا تساعد حتى اللذين عندهم مجرد قلة في عدد الحيوانات المنوية، ولكن منذ هذا التاريخ وهو ولادة أول طفل لطريقة الحقن المجهري، أصبح في الإمكان إستخدام الحيوانات المنوية المستخرجة من الخصية لتلقيح البويضات بحقنها (حيوان منوي فقط لكل بويضة). ومنذ هذا التاريخ تقدمت نسب الحمل لمثل هذه الحالات لتضاهي نسب الحمل للحالات المستخدم فيها حيوانات منوية من السائل المنوي.
كان السيد أ.م. يائساً من حالته ولكن لم ييأس من الطب. فقد عرف بعد عمل تحليل السائل المنوي أن ليس لديه أي حيوانات منوية بالمني وبعدها أجريت له عينة من الخصية ولم يجدوا أيضاً أي حيوانات منوية بالعينة. وفي الوقت نفسه كانت عند زوجته س.م. تكييس بالمبيض. وقد نصحناهم عندئذ أن أفضل الإختيارات العلمية لحالتهما هو تجهيز الزوجة لعمل حقن مجهري بتنشيط المبيضين وخلافه، ولكن قبل شفط البويضات يتم عمل عينة من الخصية ويتم فحصها بتأني لإيجاد أي حيوانات منوية وفي حالة إذا ما وجد يتم حقنها بالبويضات فور شفطها. وإعترض الزوج إعتراضاً حاداً فلا يريد أن تتعرض زوجته لأي ادوية أو أي شيء على الإطلاق وهو السبب في عدم حدوث الحمل. ولم يقتنع إلا بعد أن عرف أن أحسن الفرص للحمل لا تأتي إلا من خلال ما نصحناه لأن بعض الحيوانات المنوية لا تتحمل التجميد وهو الحل الأخر ( أن يتم عمل عينة الخصية بدون تنشيط للزوجة وفي حالة إذا ما وجد أي حيوانات منوية يتم تجميدها). وكان الإعتراض الأخر هو لماذا يمكن أن يكون هناك بعض التفاؤل بوجود حيوانات منوية بالخصية بالرغم من العملية السابقة. وعندما علم أن بالخصية أجزاء عدة وأن عدم وجود حيوانات منوية بأحد تلك الأجزاء لا يعني عدم وجودها بالأجزاء الأخرى من الخصية، بدء الإحساس بالتفاؤل مرة أخرى.
وبدأت إجراءات الحقن المجهري وعند إكتمال نمو البويضات تم تحديد الساعة 12 لعمل شفط البويضات. وبالفعل دخل الزوج غرفة العمليات الساعة الثامنة صباحاً وخرج بعدها الساعة 0840 وإستمر البحث لمدة أربعة ساعات وبالفعل أستخرج عدد محدود من الحيوانات المنوية والتي تم حقنها بالبويضات، وبعدها نمو الأجنة وإرجاعها إلى الرحم. إنها إرادة الله بحدوث الحمل وبعدها الولادة في الشهر الثامن لبنتين وولد. إنها الحياة التي يجب أن تستمر بالأمل في الرحمن الرحيم الوهاب.
حالة إجهاض متكرر
يرتبط معرفة حدوث الحمل في أوله دائماً بالإحساس بالفرحة والسعادة، ولكن عند من يحدث الإجهاض متكرراً يرتبط ذلك وللأسف بالإحساس بالإحباط.. هذا ما ذكرته السيدة س.ز. للدكتور حسام زكي في أول مقابلة، والتي قالت فيها أيضاً بأن الأمر يزداد سوءاً بأن تشعر بأن الوقت ينفذ منك ببلوغها الأربعين عاماً.
إستمرت المقابلة الأولى ساعة وربع تقريباً، تم خلالها مراجعة كل تفاصيل حالتها بدقة، وللمفارقة الغريبة فقد كانت ميعاد الدورة قد فات منذ أسبوع.. ولكنها كانت تقاوم عمل تحليل الحمل لأنها ترهب تكرر حدوث الإجهاض مرة أخرى، وقد كانت. وبعمل السونار تم رؤية كيس الحمل داخل الرحم. وبدأت الفحوصات المختلفة ولم يكن الوقت يسمح بإنتظار النتائج لأنها عادة ما تبدأ أعراض الإجهاض في الفترة من 10- 12 يوم بعد تاريخ توقع الدورة. ولكنك لا يمكن أن تسبق الزمن والأحداث فقبل مرور وقت يسمح للدواء أن يعمل بدأت الأحداث تتسابق وإنتهت بالإجهاض مرة أخرى.
وجاءت السيدة س.ز. بعد شهر من الإجهاض لإستكمال الخطة التشخيصية، وبالفعل أستكملت وبعدها تم تحديد خطة العلاج بأن تبدأ بعد شهر أخر. وبدأت الرحلة مرة أخرى مفحمة بالأمل بأن يستكمل الحمل ولو لمرة واحدة. وبالفعل كان الإختبار إيجابي، وكالعادة بدأ الإحساس بالخوف وأرادت عندئذ بأن تدخل المستشفى ولو في الفترة الأولى حتآ تتجاوز الفترة التي يحدث خلالها الإجهاض عندها. وكان الرأي بأن ذلك لن يضيف أي عنصر إيجابي لإستمرار الحمل.
إستمر الحمل هذه المرة وتجاوز الفترة المعنية وإستمر العلاج وإستمر الأمل والخوف معاً وبفضل الله إستمر الحمل حتى أخر أيام الشهر الثامن عندما بدأ إرتفاع ضغط الدم وبعدها ألام الولادة المبكرة والتي إنتهت بحمد الله بولادة ولد وزنه 2،9 كيلوجرام، وإستقر بعدها ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية. لا توجد كلمات يمكن أن تصف تلك النظرة التي كانت تنظر بها إلى ولدها، وأعتبر نفسي محظوظاً بأني أعمل في هذا المجال لأنني رأيت نظرتها ونظرة الكثيرات اللاتي فضلهم الله بالحمل والولادة.